أخبار محلية

هكذا اصبحت ورود غزة مأكل للمواشي بسبب جائحة “كورونا”

أروى عاشور: الخسائر التي طالت قطاعات مختلفة في غزة، نتيجة انتشار فيروس كورونا وما لحق به من اجراءات في حالة الطوارئ، ليست بالبسيطة على الاطلاق، لكن مزارع الورود تحديدا، شهدت انتكاسة من النوع الثقيل بسبب التراجع الكبير في نسب بيع الورود في الأسواق المحلية .

المزارع ماهر أبو دقة من محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، اضطر لاتلاف آلاف من الزهور والورود الطبيعية داخل محميته أو تقديمها للمواشي كوجبه شهية، بعد فرض حالة الطوارئ ومنع كافة المناسبات الاجتماعية.

يقول أبو دقة: أقوم بزراعة الزهور في شهر سبتمبر من كل عام، حتى تنتج وتتفتح الزهور في شهر اذار من العام الذي يليه، أي في فصل الربيع الذي تكثر فيه المناسبات الاجتماعية والأفراح.

وأضاف أبو دقة أنه بسبب وباء كورونا وإعلان حالة الطوارئ يتم إتلاف 5 الاف وردة وزهرة يوميا، وإطعامها للحيوانات مؤكدا أن نسبة الضرر بلغت مئة بالمئة.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية حالة الطوارئ لمدّة شهر، فيما أعلن مؤخرًا تمديدها شهرًا إضافيًا، وأغلقت بموجبها صالات الأفراح والمطاعم والمؤسسات التعليمية والأسواق الشعبية والنوادي الرياضية، لإشعار اخر.

وأشار أبودقة إلى المشكلة المالية التي يتعرض لها بسبب وباء كورونا، فما يستخدمه من مبيدات حشرية وكيماويات وأيدي عاملة أصبح غير قادر على توفيرها.

وتابع أبو دقة هذا العام تعرضنا لكارثة حقيقية، فما يوجد على عاتقي من ديون كثيرة لأصحاب  محلات بيع الأسمدة والمواد الكيميائية التي وعدتُ أصحابها بتسديد الديون فور بيع الزهور التي قمت باتلافها، مبالغ كبيرة جدا”.

وأكد أبو دقة على أن محلات الزهور التي أبقت أبوابها مفتوحة بعد وباء كورونا قليلة جدا، في حين أنها لا تطلب كميات من الزهور بسبب عدم وجود أي تسويق نتيجة للأزمة الحالية.

وينتظر مزارعو الزهور فصلي الربيع والخريف اللذين تزدهر فيهما تجارة هذا المنتج، ويزداد الطلب عليهما، لتعويض ما تم خسارته خلال انتاجه الذي أصبح مترديا بعد توقف التصدير للخارج منذ عام 2012.

المزارع أبو دقة وبعدما زاد من زراعة الزهور في محميته هذا العام نتيجة لتزايد الطلب عليها من محلات بيع الورود في قطاع غزة العام الماضي، فوجئ هذا العام بوباء كورونا، فما كان يبيعه من ملايين الورود تم إتلاف نظيرها هذا الشهر.

و تحتاج زراعة وانتاج الزهور في قطاع غزة رعاية شديدة ودقيقة، لكن ما تم عنايته خلال ثمانية أشهر أصبح طعاما للأغنام والأبقار منذ خمسين يوما.
ويقدر أبو دقة حجم الخسائر المالية التي تعرضت لها زراعة الزهور في محميته الزراعية من 40 – 50 ألف دولار، ما اعتبره ” إبادة كاملة  لمجهوده على مدار ثمانية أشهر أمام عينيه”.

ناشد أبو دقة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية ووزير الزراعة رياض العطاري بالعمل على تعويضه ومسنادته، باعتباره منتجا للمجتمع وليس عالة عليه، مطالبا بضرورة الوقوف بجانب المزارعين المتضررين من هذه الأزمة.

مقالات ذات صلة

‫48 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى