أخبار محلية

فتوفي بعد ساعات.. قصة طبيب الأطفال محمد أبو رويضة

كتب طالبا من الله المغفرة والعفو والرحمة فتوفي بعد ساعات.. قصة طبيب الأطفال محمد أبو رويضة

غزة  – عبد الهادي عوكل – “وربك الغفور ذو الرحمة، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وتوفنا مسلمين تائبين”..

هذه آخر كلمات طبيب الأطفال محمد حسين أبو رويضة 33 عاماً، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وكان له ما أراد، حيث ارتقى للعلا ساجداً لربه، أثناء تواجده في عمله في قسم الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة.

ويروي رئيس قسم الأطفال د.عيسى أبو مزيد، في حديث لمراسلنا، أن الطبيب أبو رويضة رحمه الله، كان مناوبًا في الفترة الليلية، مخبرًا زميله د.حسن بشير، أنه يشعر بتعب في حوالي الساعة العاشرة والنصف، وسيذهب ليرتاح في مكتبه نصف ساعة ومن ثم سيعود له.. مرت أكثر من ساعتين ولم يعود الطبيب للقسم، فذهب زميله المناوب د. بشير لتفقده مستغرباً تأخره.

طرق د. بشير باب غرفة د. أبو رويضة، فلم يلق رداً، واتصل على هاتفه الشخصي مرات عدة، دون جدوى، فاضطر للدخول من باب خلفي بعد أن تسلل لقلبه الخوف قلقاً على زميله، ليجده ساجداً وبجواره القرآن الكريم، انتظر قليلاً ليعتدل من سجدته، فطال انتظاره .. نادى عليه دون جدوى، فاقترب منه وما أن وضع يده عليه وحاول إيقاظه حتى انحنى على جنبه، حينها أدرك أن شيئا ما حدث له، ومع الفحص الطبي تبين أنه قد فارق الحياة، لتتحول المستشفى لحالة من الصدمة والطوارئ حزناً على الطبيب.

ولفت انتباه د. بشير، القرآن الكريم الذي كان بجانبه ويتوسطه لفافة شاش طبي، تشير للآية 14 من سورة الرعد، التي يتوجب على قارئها السجود ” “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَٰلُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْآصَالِ” سورة الرعد آية 14.

ويرجح د. أبو مزيد، أن سبب الوفاة يعود لجلطة في القلب وهي من الجلطات الحادة في سن الدكتور أبو رويضة، أو نزيف حاد في الدماغ.

ويتمتع الدكتور أبو رويضة، بسمعة طيبة يشهد لها زملاؤه والمرضى وأهالي المرضى، وله من الأبناء ثلاثة، ولد وبنتان.

ويقول رئيس قسم الأطفال: “مصابنا كبير في وفاة الدكتور محمد أبو رويضة، فهو كتلة من النشاط والحيوية، وخلوق ومؤدب ومعاملته ممتازة مع محيطة والمرضى، رحمه الله. ”

الصدمة بوفاة الدكتور لم تقتصر على زملائه في المستشفى، بل امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي توشحت بالحزن على وفاته، متأثرين بما كتبه قبل يوم من وفاته، وطريقة الوفاة، وهي التي تمناها، وانهالت التعليقات على منشوره الأخيرة، تدعو له بالرحمة والمغفرة وأن يدخله الله عز وجل الفردوس الأعلى.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى