تكتيكات رمضان في غزة رغم جائحة كورونا

تنتشر العديد من تكيَّات الطعام الخيرية، بقطاع غزة، خلال شهر رمضان المبارك؛ وتقوم على تقديم وجبات إفطار ساخنة يوميًا للأسر الفقيرة في طول القطاع وعرضه.

وتستهدف التكيَّات من خلال عملها الخيري، الأسر الأشد فقرًا والتي انضم إليها هذا العام عدد لا بأس به ممن تضرروا من فيروس “كورونا”؛ كذلك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة واستمرار العقوبات المفروضة عليه من قبل السلطة الفلسطينية.

ويدير عجلة العمل في تكيَّات الطعام الخيرية، فرق تطوعية تعمل على جلب المكونات الأساسية التي تستخدم في الوجبات، فيما تمولها جهات خيرية ورجال أعمال وفاعلي خير.

تكية فردية

ومن بين تلك التكايا، تكية الفلسطيني وليد الحطاب (56 عامًا)، إذ يوقد النار تحت قدر كبير أمام منزله في حي الشجاعية المكتظ بالسكان في مدينة غزة بغرض طهي “حساء الجريشة” وهو طعام شعبي ومن ثم يوزعه مجانًا على الفقراء من جيرانه، مضيفًا: “أصنع الجريشة لنيل الثواب من الله أولًا، ولمساعدة فقراء حيي والمحتاجين، ولإطعام من يرغب بتذوقها للعام الثالث على التوالي”.

ومنذ 3 أعوام يعمل الحطاب على مساعدة الفقراء في حيه الذي يقطن فيه، حيث إنه يستند إلى أهل الخير من خارج فلسطين في عمل التكية البسيطة، ولم يقتصر العمل فيها على شهر رمضان وشمل أيام الإثنين والخميس طيلة العام.

 

تكية عائلة أبو حسين

كفريق واحد تعمل عائلة أبو حسين كخلية نحل، من أجل أن تسابق الوقت لتحضير قدور كبيرة من الطعام لتوزيعها قبل آذان المغرب على الأسر الفقيرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

فالطاهي عمر أبو حسين (48 عاما)، برفقة زوجته وأبنائه الثمانية يقومون طيلة شهر رمضان المبارك بطهي الطعام من أجل توزيعه على الفقراء والمحتاجين من خلال “تكية ومطبخ إغاثة فقراء غزة”، والذي تقدم منذ 3 سنوات وجبات طعام طازجة لما يقارب من 1000 أسرة محتاجة.

ويقول أبو حسين إنه يبدأ بالعمل والتجهيز الطعام حسب الأنواع التي تتوفر منذ الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الثانية أو الثالثة عصرا، يكون الطعام جاهز من أجل تحضيره وتوزيعه على الأسر الفقيرة والمحتاجة في مدينة رفح، لأننا نقوم بطهي 10 قدور كبيرة من الأرز مع اللحم أو الخضروات والبقوليات، وهذا يحتاج لوقت وتحضير مسبق.

ويوضح أبو حسين، الذى يتخذ التدابير الصحية والوقائية من “فيروس كورونا”، ويرتدي كمامات وقفازات وغطاء للرأس، أن أهم شيء في إعداد الطعام اتباع النظافة والتوجيهات الصحية، وتوزيع مهام العمل على كل فرد من أبنائه الذين يساعدونه طيلة الشهر الفضيل في إعداد الطعام.

400 وجبة

تكية غزة الخيرية التابعة لوزارة الأوقاف وزعت 400 وجبة طعام مكونة من “الأرز والدجاج المشوي” على عدد (250) أسرة من الأسر المستورة في مدينة غزة، وذلك ضمن إطار عملها الخيري في مساعدة المحتاجين.

وأكد المدير التنفيذي للجنة رامي العشي: “إن التكية تعمل وفق الأهداف التي وضعتها من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي، والتخفيف من الضائقة المالية التي يمر بها أهالي غزة، في ظل الحصار المطبق على القطاع، وأنها مستمرة في العمل حتى تصل لكل محتاج وتقف بجانبه”.

وأوضح، أن الأسر المستهدفة تحصل على عدد وجبات يكفي لإشباع أفرادها، منوهًا الى انه يتم العمل على إعداد الطعام داخل التكية بشكل يومي، داعياً أهل الخير إلى المساهمة في دعم التكية من أجل الحفاظ على استمرارية عملها في تقديم المساعدة للمحتاجين.

Exit mobile version