علماء فلسطين ينظمون وقفة استنكار للتطبيع الإماراتي

نظم علماء فلسطين وقفة للعلماء في ذكرى حريق المسجد الأقصى واستنكارا للتطبيع مع الاحتلال، الأحد، في ساحة المسجد العمري الكبير بمدينة غزة.

وشارك في الوقفة علماء من رابطة علماء فلسطين، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين، ومؤسسة القدس الدولية، وملتقى دعاة فلسطين، ودائرة القدس، ومجمع الخلفاء الراشدين الدعوي، وعدد من مخاتير ورجال الإصلاح.

وقد ألقى بيان الوقفة العلمائية نيابة عن المؤسسات المشاركة د. مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين وقال فيه:

“نداء استغاثة من الأقصى الحزين: يا أمة الإسلام أطفئوا الحريق، فقد قال تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ }(المائدة: 59)

من قلب غزة المحاصرة، ومن ألم الذكرى المُرة، ومن وجع الحريق اللاهب، ومن حسرة الخذلان المقيت يلتقي اليوم كوكبة من علماء فلسطين ومن مختلف الأطياف لنعبر بكل ثبات وثقة بنصر الله الحتمي القادم أننا لا زلنا نعيش ألم الجرح الذي غرسه في قلوبنا، وفي قلب كل مؤمن بالله رب العالمين، ذلك المجرم الذي أمتلأ قلبه غلاً وحقداً، وكراهية وإجراماً، وجاء من هناك من أقاصي الأرض من استراليا ليحرق بقعة أقدس بقاع الأرض بعد الحرمين الشريفين، إنه المجرم دينيس مايكل روهان، تحت سمع العالم وبصره، ولعله بتدبير وتخطيط من بعض الحاقدين من الغرب الحامي للحرية الدينية، وحقوق الانسان – كما يزعم- وبتدبير وإشراف مباشر من الاحتلال الصهيوني المجرم، الذي زعم أن الفاعل مختل عقلياً، وطوى صفحة الجريمة بكل صلف واستخفاف بعقلية الأمة الإسلامية قاطبة، والتي كان يعيش أقطابها في سبات عميق، وما زال الكثير من رؤوسهم تترنح لم تستيقظ بعد.

إننا نحن علماء فلسطين نعتبر وبكل إصرار أن حريق الأقصى لم ينطفئ بعد، طالما بقي الاحتلال جاثماً على صدره، بل لقد سكب الاحتلال مزيداً من الزيت بتقسيمه الزماني والمكاني للأقصى، وزعمه أنه جبل الهيكل، وأن له الحق في إقامة شعائره الاسطورية فيه، ومواصلة اقتحامه وتدنيسه، وإننا في هذه الوقفة العلمائية من قلب المسجد العمري في قلب غزة والتي تئن من وجع قلوبها منذ أحدى وخمسين سنة عجافاًلنؤكد على ما يلي:

أولاً: إن صمت الأمة على احتلال الأقصى وخذلانه وعدم المسارعة في تخليصه من الاحتلال البغيض هو الذي جرأ الاحتلال على المزيد من التدنيس، ومزيد من التطاول على الأقصى وما حوله، ومزيد من المزاعم الأسطورية في حقه فيه.

ثانياً: إن لهيب الاقصى لن ينطفئ حتى يجر الاحتلال أذياله ويرحل عن الأقصى وعن كل فلسطين، فلا مناص من الخلاص.

ثالثاً: إن أمتنا الحبيبة لن تعود لها عزتها وكرامتها وشهامتها إلا إذا تحركت لإغاثة الأقصى الحزين، الذي تمادى هذا الاحتلال بغيه واستخفافه بهذه الأمة ورجالها، وجيوشها وحكامها وعلمائها ومقدراتها.

رابعاً: إن الهرولة نحو التطبيع ما هي إلا مرحلة جديدة من مراحل الذلة والهوان الذي رضيه المطبعون لأنفسهم ونحن من قلب فلسطين لا نريد لأمتنا إلا كل عزة.

خامساً: إننا نؤكد للمطبعين أن الذي يسعى لنيل رضى الاحتلال على حساب دينه وعقيدته، وعلى حساب أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، والذي هو آية من كتاب الله وأحاديث كثيرة من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عليه أن يراجع إيمانه، فإنه لن ينفعه غروره وانغماسه في صفوف أعداء الأمة، ولن يزيده ذلك إلا ذلاً، فليس في موالاة أعداء الله من عزة ولا كرامة، قال تعالى {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا،الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (النساء 138-139)

سادساً: إننا نؤكد على أن دعم أهلنا في القدس وفي فلسطين عموماً ليس منة من أحد، بل هو واجب شرعي لأن هؤلاء ينوبون عن الأمة في المحافظة على حقها، وإن دعمهم يشعرهم بأن الأمة لم تتخلى عنهم، مما يزيد ثباتهم وصمودهم في وجه المحتل الغاصب.

سابعاً: إننا على يقين أن الله تعالى سينصر أهل الحق المتمسكين بكتابه العاملين من أجل مرضاته، الخاضعين لجلاله والثابتين في وجه أعدائه، قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّـذِينَ كَفَـرُوا يُقَاتِلُـونَ فِي سَبِيلِ الطَّـاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَـاءَ الشَّيْطَانِ، إِنَّ كَيْـدَ الشَّيْطَـانِ كَـانَ ضَعِيفًـا} (النساء: 76)

وختاماً فإن الأقصى الحزين يستصرخ أصحاب الضمائر الحية، والقلوب العامرة بالإيمان، ولسان حاله يقول ألا يكفي ثلاث وخمسون سنة من التدنيس من هذا العدو الجبان، أفيقوا يرحمكم الله وعودوا إلى عزكم التليد وكرامتكم المفقودة يغفر لنا ولكم الله، استقيموا على مواجهة أعدائكم ينصركم الله { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } (الصف: 4)

وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

Exit mobile version