أخبار محلية

بالقوة العسكرية أو باستخدام أطراف إقليمية

تقرير هل تستطيع (إسرائيل) نزع سلاح المقاومة بغزة؟

تقاطع رأيا مراقبَيْن في الشؤون الأمنية والعسكرية، حول قدرة (إسرائيل) على نزع سلاح المقاومة في غزة من خلال القوة العسكرية أو باستخدام أطراف إقليمية بينها أنظمة عربية مطبعة مع الاحتلال، تدعم فكرة تقليص إمكانات المقاومة وتجفيف نقاط الإمداد لها. وفي ضوء التصريحات الواردة على لسان رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” سابقًا عامي أيالون، بأن على (إسرائيل) عدم نزع سلاح المقاومة مباشرة، قرأ المراقبان فيها إمكانية الاعتماد على أدوات إقليمية تتمثل بأنظمة عربية مطبعة. وجاءت تصريحات أيالون في الفيلم الوثائقي الذي بُث على قناة “الجزيرة” مساء الأحد، 13 سبتمبر/ أيلول الحالي، ضمن برنامج “ما خفي أعظم”، وهو ما عدَّه المراقبان اعترافا إسرائيليا بعدم قدرتها على تحقيق أهدافها التي نفذت من أجلها عمليات عسكرية موسعة، كان آخرها سنة 2014. شهادة أيالون وقال المختص في الشؤون الأمنية، ناجي البطة، إن “أيالون” كان يحظى بأهمية مطلقة دون رؤساء جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، لأنه أول رئيس للجهاز من خارج “الشاباك”، وجاء به اسحاق رابين رئيس وزراء الاحتلال سابقًا من القوات البحرية الإسرائيلية. ونبَّه البطة خلال حديثه مع صحيفة “فلسطين”، إلى أن شهادة “أيالون” تعادل مئة شهادة لمسؤولي “الشاباك” الآخرين، بعدما جاء من البحرية ليتحدث ويحلل في معلومات جلها يأتي من أعمال البحر. وأضاف: شهادة “أيالون” تدل على أن رئيس “الشاباك” الذي يمنح القيادة السياسية في (إسرائيل) تقديرات للمواقف لاتخاذ القرارات السياسية والعسكرية بناءً عليها، وصل لنتيجة أنه يستعصي على جيش الاحتلال كسر المقاومة أو هزيمتها وجمع سلاحها، وثبت فشل الرهان على احتلال غزة ثانية. ورأى في تصريحات “أيالون”، تأكيدا أن الجناح العسكري لحماس، بلغ من القوة العسكرية بقدر يشكل خطرا يشوش الحياة العامة داخل الكيان. وتابع: (إسرائيل) لا يمكن أن تخوض حربا تتكبد فيها خسائر لها أول وليس لها آخر، لأن “الكيان الصهيوني” قائم على الهجرة وأي عملية عسكرية تكلف هذا الكيان خسائر فإن الهجرة العكسية ستكون نتيجتها، الأمر الذي يسبب خللا ديموغرافيا لدى الاحتلال. وأكمل: الخسائر نتيجة الحرب الديموغرافية ستكون لمصلحة الشعب الفلسطيني، ولهذا تسعى (إسرائيل) للاستعانة بقوى بشرية أخرى من خلال التطبيع والسيطرة على أنظمة عربية تعتقد (إسرائيل) أنها قادرة على تنفيذ المهمة التي فشلوا بها، وبالتالي ستلحق الخسائر بالطرف الذي سينفذ هذه المهمة وليس في الجانب الإسرائيلي وفق حساباته. كما نبَّه البطة إلى عدم قدرة جيش الاحتلال على نزع سلاح حماس والمقاومة، خاصة أنه يعاني هبوطا في معنويات جنوده بعد عمليات المقاومة النوعية التي وصلت لأسر جنود إسرائيليين، وهي لا تزال مزروعة في ذهن كل جندي جاء لغزة ليؤدي خدمة ومن ثم يعود لأهله؛ “فالعودة بسلام أمر أصبح مشكوكا فيه”. “ولذلك هناك انحدار في الروح المعنوية في وقت يعتمد فيه جيش الاحتلال القوة النارية الهائلة من الطائرات والمدافع والصواريخ التي تطلق عن بعد لضرب أهداف بغزة، لكن لا يجرؤ على المواجهة لنزع سلاح المقاومة إلا إذا كانت هناك مواجهة وجهًا لوجه وحرب برية كاملة وهذا أمر مستحيل” بحسب البطة. وفيما يتعلق بأهداف بعض الأنظمة في الإقليم نزع سلاح المقاومة، قال إن اتفاق “سايكس بيكو” أسس أدوات “صهيونية” بأسماء عربية لتكون دولا وظيفية لحماية المشروع “الصهيوني” الذي يحمي المشروع الغربي في المنطقة، هكذا هي المعادلة. و”سايكس بيكو” اتفاقية وقعت بين فرنسا وبريطانيا لاقتسام الدول العربية الواقعة شرقي المتوسط عام 1916 في إطار تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية، وتم الوصول إليها بين إبريل/ نيسان ومايو/ أيار من ذلك العام، على صورة تبادل وثائق بين وزارات خارجية الدول الثلاث (فرنسا وإنجلترا وروسيا القيصرية)، وفق مصادر رسمية. زلزال إستراتيجي وقال الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد رفيق أبو هاني، إن “أيالون” رئيس “الشاباك” السابق، مصدر إسرائيلي مهم، وما ورد على لسانه يشكل اعترافا أنه ليس بإمكان (إسرائيل) نزع سلاح حركة حماس والمقاومة. لكن بالقراءة العسكرية للوضع الراهن، بحسب قول العميد أبو هاني لـ”فلسطين”، فإن قطاع غزة أصبح عصيًا على الانكسار، وإن المقاومة لديها من القوة وإرادة القتال وحاضنة شعبية بما لا يمكّن أي قوة خارجية من كسر هذه الإرادة. وذكر أن ما يقصده “أيالون” هو الالتفاف على سلاح المقاومة الذي هو عنوان لـ”صفقة القرن”، من خلال استخدام أدوات في المنطقة تتمثل بأنظمة عربية تتعامل مع الكيان لمحاصرة الشعب الفلسطيني بغزة بلقمة عيشه ودوائه وغذائه وإغلاق المعابر لكسر إرادة المقاومة وتعريتها من حاضنتها الشعبية، وإجبارها على تسليم سلاحها. لكن أبو هاني، شكك في إمكانية تحقيق ذلك، عادًا أن ما ورد في فيلم “الجزيرة”؛ “زلزال عسكري وأمني وإستراتيجي وسياسي زلزل أركان العدو الصهيوني وأتباعه في المنطقة وشكل صاعق انفجار لمعنويات الشعب بأن المقاومة لا يمكن أن تتخلى عن سلاحها بل بالعكس فهي تطور وتحفر في الصخر وفي عمق الأرض والبحر”. وذكر أن (إسرائيل) حاولت نزع سلاح المقاومة خلال العمليات العسكرية الموسعة، وآخرها عدوان 2014، الذي استمر 51 يومًا، بهدف القضاء على سلاح الأنفاق الإستراتيجي، لكن جيش الاحتلال لم يتمكن من تدمير سوى 12 نفقًا، وهذه الأنفاق أغلبها تعد في “العلم العسكري ميتة وغير فاعلة”. واستدرك: (إسرائيل) تعلم جيدًا أنه لا يمكن القضاء على السلاح الإستراتيجي للمقاومة، الذي تم تأسيسه ليس في عام أو اثنين، بل امتد الأمر لعشرات السنوات عبر تراكم الخبرات والتضحيات ودماء الشهداء، ليس من الشعب الفلسطيني وحده وإنما من شعوب عربية شكلت شريانا ورصيدا لهذا السلاح الذي يتطور ليكون رصيدا للأمة العربية لاحقًا. وذكر أن أنظمة عربية أصبحت معراة تمامًا أمام شعوبها هي من تهدف نزع سلاح المقاومة بغزة، وباتت جيوشها لا تحترف سوى قتل شعوبها لكنها غير مستعدة للقتال أمام العدو “الصهيوني”. ونبَّه أبو هاني إلى أن “هذه الأنظمة التي صدعت رؤوسنا بتحرير فلسطين وفشلت في ذلك، وبعد أن أصبحت المقاومة الفلسطينية تكشف سوءتها وهي تنحت في الصخر للحصول على طلقات أو قذائف، تريد الآن نزع سلاح المقاومة بعدما استطاعت بناء رصيد سلاح إستراتيجيتي وتكتيكي واستطاعت إيذاء الاحتلال وتشكيل خطرا إستراتيجيا ووجوديا عليه”، وفق تعبيره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى