قصص وروايات

فقيرٌ حتى الجوع وغنيٌّ حتى المرض قصة للموعظة

يقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)

:”نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع”.

تقول الحكاية أن هناك صديقان اثنان،

واحد ابن أغنياء والثاني متوسط الحال.

وكان هذان الصديقان لا يفترقان فدائما هما معاً،

وفي يوم من الأيام احتجب الولد الغني

في بيته وظل صديقه ينتظره لمدة ثلاثة أيام

دون أن يظهر له صديقه، وانشغل عليه مرة يقول ربما

سافر ومرة يقول ربما مشغول ومرة يقول ربما مريض.

في اليوم الرابع صمم أن يذهب لزيارة صديقه في بيته ويسأل عنه وعن سبب غيابه، وبينما هو في الطريق وجد رجل يبكي ويتلوى فقال له: ما بك يا هذا لماذا تبكي هل اعتدى عليك أحد؟ قال الرجل كلا، فقال له هل أنت مريض؟
فقال له كلا لست مريضا، لكني جوعان لم أذق طعم الطعام منذ ثلاثة أيام، وأستحي أن أمد يدي إلى الناس.
قال له: يا مسكين، خذ هذه النقود واشتري بها طعاما لك.ثم قال: ألا تعمل؟ فقال الرجل: لقد بحثت عن عمل ولم أجد، فقال له الولد: ماضاع حق وراءه طالب، ستجد عملاً إن شاء الله.

ثم تركه وذهب حتى وصل إلى دار صديقه فطرق الباب وأتاه أحد الخدم وسأله عن صديقه، فأخبره الخادم بأن سيده مريض، فقال الولد: وهل استطيع مقابلته فانا صديقه المخلص، فقال الخادم لا أدري ولكني سأستأذن لك، فذهب الخادم ثم رجع وقال للولد: تفضل في المجلس وسوف يأتيك سيدي، فدخل الولد إلى المجلس وبعد دقائق دخل عليه صديقه فقام وقال له: سلامات سلامات خطاك الشر حمداً لله على السلامة، لقد شغلتني عليك يا أخي ثلاثة أيام لم أراك فيها!

 

فقال له صديقه الغني: أسكت يا أخي كانت حفلة ولا من حفلات ألف ليلة وليلة!
فقال له صديقه: هل كنت في حفلة أم كنت مريضاً؟ فأجابه: أنا كنت مريضا والسبب الحفلة؟!
فقال له: وكيف؟ نورني! فقال له صديقه الغني: حفلة فيها مما لذ وطاب، من أصناف الأكل والمقبلات والحلويات، فأكلت أكثر من سعة بطني، صار لي تسمم، ثم أخذت أستفرغ وضاقت نفسي وأغمي عليّ وأحضروا إليّ الأطباء وثلاثة أيام نائم على فراشي لم أصح إلا اليوم…

 

فقال له صديقه: أنظر إلى الصدف قبل أن أصل إلى داركم! صادفت رجلاً يبكي ويتلوى من ألم في بطنه فسألته ماذا بك، فقال: جوعان، صار لي ثلاثة أيام لم أذق فيها طعم الأكل.
فلو أنت أعطيت نصف ما أكلته لذلك الرجل كنت ما مرضت ولا أحسست بألم وهو كذلك، ودامت لكم الصحة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى