كل مايخصك سيدتي

الطب والصحة ، هل هما مترادفان أم مختلفان

الطب والصحة التي تعد من أساسيات الحفاظ على الحياة وصحة الإنسان معافى سليم من الأمراض والأوبئة، كما
تهتم بصحة الشخص النفسية والجسدية والعقلية.

كثير من الناس يظن أن كلا من الطب والصحة مصطلحان لمعنى واحد ولا يوجد أي فروقات فيما بينهما، ولعلك من
هؤلاء الذين يعتقدون ذلك، والآن بعد أن سمعت هذه الجملة ، تبادر إلى ذهنك شيء أعرفه إن كنت تقول أنه هناك
فروقات واضحة ما بين الطب والصحة وأنهما مختلفان فما هو الطب وما هي الصحة وما هي الفروقات بينهما؟؟؟

كل الأسئلة التي دارت في ذهنك سأحاول أن أجيبك عليها بكل تأكيد، وحتى لا أطيل عليك هيا بنا لنبدأ مقالنا على
بركة الله موضحين لك كل ما يهمك ويخصك في هذا الموضوع.

ما هو مفهوم الطب

يشار إلى أن الطب (ars medicina) أو ما يعرف بفن العلاج وهو العلم الذي يشمل جميع الخبرات التي مرت بها
الإنسانية جمعاء في شتى بقاع الأرض، وهي لا تهتم بالإنسان فقط بل أيضا تهتم بصحة الحيوان، ولعلك تجد انتشار
الطبيب البيطري في الدول المتحضرة التي تهتم بصحة الحيوانات لتبقى منتجة وبصحة جيدة.

بالإضافة إلى أن الطب يهتم بكل الأمراض والاعتلالات التي تعترض المريض سواء في جسده أو نفسيته، ويحاول الطبيب
بكل قوته تشخيص المرض واكتشاف العلاج المناسب للمريض ، بالإضافة إلى أن الطب يساهم في الكشف عن الظروف
التي أدت إلى حدوث المرض وانتشاره إن كان وباء عالمي مثل ما هو منتشر الآن المعروف بوباء كورونا أو كوفيد-19

فلعلك لاحظت السباق العالمي بين أطباء العالم أجمع لمحازلة استنتاج أسباب انتشار كورونا واكتشاف المصل
او العلاج المناسب الذي ما زال مجهولا حنى الآن وما زالت المحاولات مستمرة للقضاء أو السيطرة على المرض
واكتشاف العلاج المناسب.

فهو إذن تطبيقي يستفيد من التجارب البشرية، وقد لجا الأطباء في العصر الحديث إلى الدراسات العلمية الموثقة بالتجارب المخبرية والسريرية.

ما هو مفهوم الصحة

الصحة من اكثر الأمور التي تحمي المجتمع وتبقيه سليما ، فالحفاظ عليها يقيك من المرض، فلو افترضنا مثلا
أنك في يوم ماطر تركت نفسك تحت المطر فتبللت وعندما عدت وجدت نفسك مصابا بالسخونة والانفلونزا، فانت الآن بحاجة إلى الطبيب، فلو كنت من البداية حافظت على صحتك لما احتجت للطبيب.

ولقد عايشت تجربة فايروس كورونا الذي ضج العالم باتخاذ اجراءات الوقاية منه والحفاظ على الصحة العامة منه، فلو التزمت باجراءات الوقاية والسلامة من المرض فلا يمكن ان يصيبك، لذلك نجد أن الطب والصحة مكملان فلو حافظت على الصحة لن تحتاج للطبيب لكن لو أهملت صحتك ستحتاج للطبيب فالصحة أعم وأشمل من الطب.

إذا لا غنى للصحة عن الطب ولا غنى للطب عن الصحة كلاهما يؤدي إلى الآخر، ولعلك الآن تتساءل ما دام أن كل منهما يؤدي إلى الآخر إذن من منهما الأشمل والأعم.

وبؤكد الكثير من المختصين الصحيين أن الصحة عبارة عن اكتمال  السلامة جسدياً وعقلياً، والمفهوم الدارج بين الناس بأن الصحة هي الخلو من الامراض هذا أمر فيه نقص كبير في المفهوم يحتاج إلى  تصحيح وفق ما قالته منظمة الصحة العالمية بأن الصحة هي صحة الإنسان ككل متكامل من جميع الجوانب والنواحي.

ويشار إلى أن أهم الجوانب التي تشملها الصحة هو الجانب البدني الجانب، فاللياقة البدنية وممارسة الرياضة التي تقوم بها أنت ومن حولك ما هي إلا حفاظا  على صحتك البدنية التي تجعل الدم يتدفق إلى القلب ليستجيب إلى تمارينك وتكون فعالة في حرق الدهون إن كنت تطمح إلى تخفيف الوزن حفاظا على صحتك.

ما هو الفرق بين الطب والصحة

إن اعتقاد الكثير من الناس أن الطب والصحة وجهان لعملة واحدة ليس اعتقاد خاطيء، وأيضا ليس بالصواب الكامل،
فلا يمكن ان ننكر العلاقة القوية بينهما، ارتبطت كلمة الطب في أذهاننا دائما وأبدا بالطبيب، الذي يكون قوي العلاقة
مع مريضه يشخصه ليكشف مرضه عائدا إلى فسيولوجية الجسم وما يشعر به المريض من الأوجاع.

فالطبيب لا يمكنه أن يكتفي بسماع شكوتك وكتابة علاجك خاصة إن كان الأمر صعب بعض الشيء فهو يرجع إلى تاريخ
العائلة والأمراض الوراثية إن وجدت ليشخص حالتك بشكل واضح وكامل.

كما يقوم الطبيب بعمل الفحوصات اللازمة والتحليلات المهمة التي يمكنها ان تخدم الغرض، ليتم التشخيص بشكل دقيق
لا خطأ فيه، ثم بعد ذلك يلجأ إلى مرحلة تحديد المرض ونوعية العلاج التي يمكنه ان يصرفها للمريض وتكون فعالة بشكل كبير.

ومن المعروف ان الطب مجالات متنوعة ومختلفة، فلعلك تسمع ان فلانا سيذهب لطبيب الباطنة، وآخر لطبيب الأعصاب،
وغيره لطبيب العيون، ولعلك في يوم من الايام تعرضت لألم مباغت في معتدتك عندها ستتوجه إلى الطبيب العام، فلا
يمكن ان تشعر بألم مثلا في رأسك وتذهب إلى طبيب الباطنة.

أما إذا جئنا للصحة، لا نجد ان الامر محصورا بين طبيب ومريض، فقد يكون هناك مجموعة كبيرة جدا من الأشخاص
يجلسون في مكان ومعهم مرشد صحي واحد، فالمستقبل للرسالة الصحية قد يكون شخصا واحدا وقد يكون مجموعة.

ولعلك شاهدت يوما مجموعة من المرضى النفسيين أو المدمنين أو مجموعة من الأطفال داخل إصلاحية وترى المختص الصحي يوجههم جميعا معا وذلك بما يخدم علاجهم وتخلصهم من المشكلة، بتشجيع بعضهم بعضا.

بالإضافة إلى أن الصحة تمتاز بالرسالة الشاملة لكل ما يخص صحة الإنسان نفسيا عقليا اجتماعيا صحيا أيضا، بعكس
الطب الذي يكتفي فقط بما هو محور الألم أو الوجع الجسدي المحدد والذي ينتهي بالدواء وطريقة استخدامه ومواعيده وتحديد الآثار الجانبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى