أخبار محلية

كنا ننتظر حفل زفافنا شاهد قصة انس الذى فقد خطيبته شيماء 👇

غزة _تغريد الواديه  

كنا ننتظر حفل زفافنا

إلا أنها زُفت لوحدها

في ليلةٍ سوداء من ليالي القصف على غزة كانت ضربات المحتل تتزايد وتتسارع وتزداد عنفاً كانت الأصوات أضخم ومرعبة للغاية يهتز بنا البيت مع كل صاروخٍ يُضرب علينا وكانت تتعالى صرخات الأطفال والبكاء كنت أحاول تهدئتهم وأُخبرهم لا تخافو الصاروخ لن يصيبنا نحن لا شأن لنا لا تخافو هو فقط يصيب المواقع العسكرية ورغم كذبي على الأطفال إلا أنهم لم يكفوا عن الخوف والتوتر والرعب فجأة بدأ القصف على حي خطيبتي الحبيبة فسارعت إلى الهاتف لأُرسل إليها رسالة قلت فيها إختبئِي جيداً إلا أن الصاروخ كان أسرع من رسالتي وصلها الصاروخ قبل أن تصلها رسالتي أخذها وأخذ معها أحلامنا الجميلة ودمر بيتاً ظللنا ثلاثة أعوامٍ نبني به سوياً طوال فترة الخطوبة

أرسلت لها الرسالة وكأن قلبي شعر بأن الخطر يقترب منها وماانتهيت من إرسالها إلا والصرخات من حولي تعلو والبكاء حولي نظرت إليهم ماالأمر ماذا حدث كانوا ينظرون إليّ بشفقة وحزن كنت أشعر بما يريدون إخباري به إلا أنني لم أشاء السماع اقتربت أمي وعانقتني وقالت لاتحزن يابُنيَ ستلقاها بالجنة إن شاء الله نظرت إليها والدمع يُغرق عيناي من ؟؟لا لا ليست شيماء أنت تقصدين أحدٌ آخر صحيح فأخذت أمي بالبكاء ومعانقتي فأمسكتها من كتفيها بشدة وقلت شيماء قالت للأسف ياولدي هذا قدرك في الحياة أن يتحول حفل زفافك إلى عزاء إنهرت من البكاء وركضت سريعاً إلى منزل شيماء ولم يُهمني الحرب ولا الصواريخ التي تسقط من فوق رأسي وقفت عند ركام منزلها وظللت أصرخ بأعلى صوت شيماااااء شيمااااء أجيبيني ياحبيبتي إقترب موعد زفافنا الذي إنتظرنته ثلاثة أعوام أنتِ لن تتركيني أُزف بدونك وبدأت أحفر بالصخر بيداي وأُزيح ركام منزلها المدمر كان عندي أمل بأن أجدها حيةً فحل الليل علينا ونحن نبحث تحت الركام إلا أننا لن نجد شيئاً فبدأوا الطائرات بالتحليق المكثف والقصف المتسارع والعنيف فسارع كل من حولي للمغادرة وكانوا يُريدون أخذي معهم لكني رفضت قلت لهم لن أترك حبيبتي وحيدةً هنا ربما هي حية سأظل بجانبها حتى الصباح ولم ينجحوا بأخذي معهم وفي الصباح عادوا وبدأوا الحفر بالجرافات كنت خائف أن يخطئ السائق ويدوس عليها أثناء الحفر

قلت له تمهل لا تحفر أنت أنا سأحفر إحذر إنتبه إياك أن تُصيب خطيبتي

حاولت منعه من الحفر إلا أنه لم يستمع لي وفجأة وجدو يد طفلة ظهرت من بين الركام فصرنا نحفر بحذر حتى أخرجناه فوجدناها ميتة وبدأت الجثث تتوالي للأطفال والنساء من عائلة شيماء جميع عائلتها من إخوانها وأبناء عمها شهداء كثيرون والمشهد مروع وفجأة إذا بالثوب الذي أهديته لشيماء في عيد ميلادها يظهر كانت ترتديه حين رأيته خيم الحزن على قلبي وسارعت نحوها لإخراجها فإذا بها هي أيضاً ميتة إنتابني الذُعر من المشهد وأخذت بالصراخ والألم يمزق قلبي أصابها الصاروخ الذي كنا نخافه مُنذ أن وُجِدنا بغزة كل حربٍ كنا نخشى أن يصيبنا ونتوقع أن يحين دورنا بالموت مُنذ أن كنا صغاراً دفنت شيماء بيداي ووجدت وجهها ضاحكاً متبسماً كأنها ترى منزلتها بالجنة تلك الطبيبةُ البريئة لم تقترف ذنباً

مقالات ذات صلة

‫47 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى