أخبار محلية

الاحتلال يوثق علاقاته عبر مشروع الغاز لمواجهة تركيا

قالت دبلوماسية إسرائيلية إن “مخطط خط أنابيب البحر المتوسط الشرقي الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية قبل أيام، يدفع مشروع الشرق الأوسط الجديد خطوة أخرى إلى الأمام، بعد أن تم الاتفاق عليه في كانون الثاني/ يناير مع حكومتي قبرص واليونان، حيث اتفقت الدول الثلاث على دفع مشروع خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا”.

وأضافت رينا باسيست، الموظفة السابقة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، في مقالها على موقع “المونيتور”، أنه “وفقًا للمشروع، سيتمكن خط الأنابيب تحت البحر الذي يبلغ طوله 1900 كيلومتر، ما يقارب من 1180 ميلًا، من نقل 12 مليار متر مكعب سنويًا من احتياطيات الغاز البحرية بين إسرائيل وقبرص إلى اليونان، ثم إلى دول أخرى في جنوب شرق أوروبا، ومن المتوقع أن تكون إيطاليا أول نقطة دخول للقارة”.

وأوضحت أن “المشروع يهدف لتوفير 10٪ من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي، وبالتالي تقليص اعتماد القارة النشط على روسيا، مع أنه في عام 2009، عثرت عمليات الحفر البحرية الإسرائيلية على اكتشاف كبير للغاز يدعى تامار، وبعد مرور عام، تم اكتشاف المزيد من الغاز في موقع آخر تحت البحر اسمه ليفاثان، ومن المتوقع بيع بعض الغاز لمصر والأردن”.

وأكدت أن “خط أنابيب الشرق الأوسط يتيح لإسرائيل إمكانية نقل كميات كبيرة من الغاز إلى أوروبا، وتطمح لإطلاق خط الأنابيب بين 5-6 سنوات، على أمل أن ترتفع أسعار الطاقة مرة أخرى بحلول ذلك الوقت، بعد الانهيار الناجم عن فيروس كورونا، حث يقود وزير الطاقة يوفال شتاينتس المشروع عمليا منذ إنشائه، وتقول وزارته أن الدراسات المسبقة للمشروع تشير إلى جدوى فنية واقتصادية ومالية جيدة”.

وأشارت باسيست، التي تتنقل بين باريس وبروكسل ونيو أورلينز وبريتوريا، أن “التقديرات تتحدث أنه بمجرد انتهاء كورونا، ستستقر أسعار الطاقة من جديد، وبالنسبة لإسرائيل يوفر بناء خط الأنابيب ميزة اقتصادية كبيرة، إضافة للفوائد الأمنية، والتحالف القوي مع الدول الشريكة، وعند التوقيع على الاتفاقية، انتقدتها الخارجية التركية، لأنها مثال جديد لاستبعادها، مما زاد من التوترات بشأن المشروع بشكل أكبر في الأشهر الماضية”.

وأضافت أن “التوترات الإقليمية ذات الصلة بإسرائيل شملت زيادة نفوذ تركيا في المنطقة، وتوقيعها لاتفاقية مع ليبيا، وتنامي مطالباتها البحرية في البحر المتوسط، وفي حزيران/ يونيو التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة مع رئيس الوزراء الليبي المدعوم من الأمم المتحدة فايز السراج، واتفقا على تعزيز تعاونهما للتنقيب عن الموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط، ثم أكد الاتحاد الأوروبي دعم المشروع”.

وأشارت إلى أن “إسرائيل حرصت على عدم الرد علناً على تصريحات تركيا بشأن هذه القضية، أو استفزاز أردوغان بأي شكل من الأشكال على خلفية نزاعه مع اليونان وقبرص، لكن تل أبيب مطالبة بالتركيز على انضمام إيطاليا لهذا التحالف حتى يكون المشروع قابلا للتطبيق بالفعل، رغم أن إسرائيل حتى قبل بدء بناء خط الأنابيب، سجلت بعض الإنجازات الأمنية والاستراتيجية”.

وشرحت قائلة إن “رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس زار إسرائيل، والتقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكان أول زعيم يصلها منذ بدء وباء كورونا، ثم صادق البرلمان اليوناني في تموز/ يوليو على اتفاقية مع إسرائيل لشراء معدات الدفاع، فيما يعتبر تعزيزًا إضافيًا للعلاقات بين حليفي الطاقة، ورحب السفير اليوناني لدى إسرائيل باناجيوتيس ساريس بالتصديق على الاتفاقية، ووجه تحذيرًا لتركيا من اعتراضها على المشروع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى